أمةُ الله
10-05-2012, 01:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترددت كثيرا في وضع هذا الموضوع ولكن استقر الأمر على وضعه عسى ان يكون في ذلك خيرا بفضل الله عز وجل
ومما حفزني على وضعه وبطريقة غير مباشرة اختي التي أحبها في الله " واسطة العقد"
عندما كانت صفية(ابنة أخي) في سن سنتان وستة أشهر كنت أفكر كيف أفتح معها موضوع فلسطين والقضية الفلسطينية
وفي تلك الأيام وانا بإحدى الغرف أفكر في هذا الموضوع إذ بصفية تدخل علي ثم رفعت رأسها ونظرت إلى أعلى الخزانة فلاحظت شيئا (وكنت أنظر إليها) فسألتني : ماهذا يا عمتي واشارت إلى شيء ما فوق الخزانة ، فرفعت رأسي ونظرت ، فقلت أتقصدين هذا وأشرتُ إلى حصالة ؟فقالت : نعم
فأخذت الحصالة بيدي وقربتها منها وقلت لها: هذا صندوق فلسطين ، فقالت : ومامعنى صندوق فلسطين ، ومن هذا الذي في الصورة (على الحصالة ) فقلت لها :صندوق فلسطين نجمع فيه مال لإخواننا في فلسطين ولأطفال فلسطين وهذا طفل فلسطيني ، قالت : ولماذا نجمع النقود لهم ؟، فقلت لها :لأنهم إخواننا مسلمين مثلنا ، وهم بحاجة إلى الطعام والشراب واللباس والدواء لأن اليهود منعوا عنهم الطعام والشراب وهدموا بيوتهم فخسروا كل مافيه وأبعدوهم عن والديهم وضربوهم، ونحن نجمع هذا المال لنرسله إليهم ليشتروا به الطعام واللباس ويبنوا بيوتهم ويشتروا الدواء ليداووا به جروحهم ومرضاهم ، وبعد هذا سيصيرون أقوياء ويغلبوا اليهود، فقالت: ومن اليهود؟ ، فقلت : اليهود ليسوا مسلمين مثلنا وهم أصدقاء الشيطان ولا يحبون الله والله لا يحبهم وهم لا يصلون ولا يقرؤون القرآن ، هم سيؤون كثيرا وهم يعذبون اخواننا الفلسطينيين المسلمين... فتأثرت صفية بذلك كثيرا...
في هذه اللحظة دخل اخي والد صفية ، فأخذت صفية الصندوق(الحصالة) وذهبت مسرعة إلى أبيها وقالت بلهفة : أبي ..أبي أطفال فلسطين ابي أبي ماعندهم طعام ما عندهم لباس اليهود ضربوهم..ضع النقود يا ابي ليشتروا الطعام،ففرح والدها بها كثيرا واخذ قطعة من النقود وأعطاها لصفية فأتتني فرحة وقالت أبي أعطاني النقود فقلت لها ضعيها في صندوق فلسطين وقبل وضعها قولي بسم الله ، فقالت بسم الله ووضعت القطعة النقدية ، فقلت لها لقد فعلت فعل خير يحبه الله ادعي الله وسيستجيب لك ان شاء الله فرفعت يديها الصغيرتين إلى السماء وقالت: يا رب أطفال فلسطين.
ففرحت بها كثيرا ثم قلت لها : ما رأيك أن نطلب من باقي أفراد العائلة ان يضعوا النقود في صندوق فلسطين ، فقالت : نعم نعم
ثم اخذت الصندوق وذهبت إليهم فردا فردا ، تقول لهم ضعوا النقود إلى أطفال فلسطين فهم ما عندهم طعالم ولا لباس ، فوضعوا لها النقود
ثم أتتني فرحة، فقلت لها : ما رأيك يا صفية أن نتفق أنا وأنت على ملأ هذا الصندوق ثم نعطيه لوالدك وهو يعطيه لصديقه وصديقه يعطيه إلى الفلسطينيين ، فوافقت على الفور
وبعد مرور عدة أيام ،
كانت معي صفية في الغرفة فقلت لها لنرى كم جمعنا من النقود لفلسطين ، فقالت : نعم
فأخذت الصندوق وحركته ، فقلت لها المبلغ قليل يا صفية ونحن اتفقنا على ملئه كله ، ماذا سنقول للفلسطينيين ، كيف سنساعدهم ؟
ففكرت قليلا ثم قالت :سأذهب إلى عمي وأطلب منه نقودا ، وبالفعل ذهبت إليه وهي تحمل الصندوق بيديها الصغيرتين وكنت أسمعها من بعيد وهي تقول له: عمي ..عمي ضع النقود في صندوق فلسطين، ثم ذهبت إلى عمها الثاني
جاءتني فرحة وهي تردد :لقد وضع عمي النقود لقد ..وضع عمي النقود
انتبهت أختي إلى ذلك فغضبت مني وقالت لي :هذا غير جيد أنت بهذا تعلمينها التسول ، فقلت لها : لا أبدا وإنما هي طريقة لجمع المال لإخواننا في فلسطين وقد كنا في الجامعة نمر على الغرف غرفة غرفة ونطلب منهم وضع النقود في صندوق فلسطين ،( وكانت أختي تناقشني في كل مرة وتقول لي لا .. لا هذه الطرقة غير سليمة ،) وهو ما جعلني أتحمس وبدا الغضب في كلامي وفي حركاتي ورفعت يدي وقلت أنسيت أسطول الحرية وكيف جمع المال من الشعب ،كانت أموال الشعب أرسلوها إلى فلسطين و...
كانت صفية تنظر إلينا ونحن نتناقش
أختي لم تتراجع وقالت لصفية ، لا تفعلي هذا ثانية يا صفية فأنت بهذا ستتعلمين خلقا سيئا
ردت صفية وهي غاضبة (غضبا حقيقيا وليس مقلدا)وكانت تقلد حركاتي ورفعت يدها وهي تقول : هذه دراهم الشعب ، نقود الشعب إلى فلسطين ...أنت لا تحبين فلسطين ، لن نأخذك معنا إلى فلسطين ...أنت مع اليهود
فقالت أختي بسرعة ، خلص خلص ، اجمعي النقود ..لا ..لا أنا معكم مع فلسطين لست مع اليهود.
(وكان الموقف مضحكا بعض الشيء)
نسيت أنني كنت قد قلت لصفية أننا بعد أن نرسل النقود إلى الفلسطينيين سيصبحون أقوياء وسيغلبون اليهود ويحررون المسجد الأقصى وسينادوننا معهم نحن وجميع المسلمين وبعد خروج اليهود سنصلي جميعا في المسجد الأقصى ثم ندخل جميعا إلى الجنة بإذن الله تعالى وهو ما أسعدها كثيرا
وطيلة هذه الفترة كانت صفية دائما تسألني عن الفلسطينيين وعن اليهود وتقول لي أرنيهم أريد أن أراهم
وتقول لي : احكي لي يا عمتي عن فلسطين وعن اليهود فكنت أحكي لها وبأسلوب مبسط لتفهم
وكانت تتأثر بذلك كثيرا
حتى أنني في أحد المرات بعد رجوعي من العمل ، قالوا لي أرأيت ما الذي فعلته بصفية ؟ فقلت ماذا ؟
فقالوا :على كثرة ماتحكين لها عن اليهود (وأهلي يكرهون سيره اليهود بمجرد ذكر اسمهم فهم لا يحتملون ذلك) قالت لعمها اشتري لي يهوديا ، فقلت مبتسمة : أحقا قالت هذا ؟ فقالوا نعم .قلت في نفسي أكيد أن في الأمر سرا.
عندما جاءت صفية سألتها : يا صفية هل قلت لعمك اشتري لي يهوديا ؟ فقالت نعم ، فقلت مستفسرة ولماذا؟ فقالت وبسرعة دون تردد : لأضربه (لم تجد حلا للإنتقام منهم وضربهم مثلما يفعلون بإخواننا في فلسطين إلا أن تشتري يهوديا)
كانت صفية في كل مرة تحصل على نقود من أفراد العائلة أو احد الضيوف تأتيني بسرعة وتقول لي : عمتي عمتي أعطني صندوق فلسطين لقد أحضرت نقود فلسطين ، فكنت أسعد بذلك وأثني عليها واقبلها
في رمضان الماضي كان عمرها حوالي ثلاث سنوات و ثلاثة أشهر ، أعطيتها خمس قطع نقدية متساوية (مبلغ يسير ولكنها لا تعرف كثيرا قيمة النقود كل ما تعرفه عنها أنها لشراء ما نحتاج) وقلت لها : لأنك مهذبة وذكية وتساعديننا فأنا أعطيك هذه النقود خذيها وضعيها في حصالتك ففرحت بها كثيرا ثم قالت لي أعطني صندوق فلسطين فقلت لها هذه لك ضعيها في حصالتك وسنضع نقودا أخرى في صندوق فلسطين وفي أثناء حديثي معها كانت متجهة مباشرة إلى الغرفة التي بها الصندوق وأشارت إليه وقالت أعطني الصندوق فضحكت وقلت لا بأس ضعي قطعة في صندوق فلسطين والباقي ضعيه في حصالتك ، ولكنها لم تأبه لكلامي وصارت تضع القطعة تلوى الأخرى ظننتها لم تسمعني فأعدت عليها الكلام ، فقالت وهي تضع النقود : وهم كيف سيشترون الطعام ؟
وكان والدها قد اشتريا لها حصالة وقالوا لها ضعي فيها النقود وعندما تكبرين اشتري بها ما تريدين
ولكن صفية كانت تضع جميع نقودها في صندوق فلسطين ،
أعطتها مرة أمها قطعة وقالت لها ضعيها في حصالتك فقالت لها صفية : بل سأضعها في صندوق فلسطين ، فقلت لها لا بأس ضعي هذا في حصالتك وسنحصل على قطعة أخرى ونضعها في الصندوق ، فقالت لي : بعد أن أملأ صندوق فلسطين سأملأ حصالتي ، لن أضع في حصالتي حتى أملأ صندوق فلسطين ، وماذا سيقول لي الفلسطينيون؟
وكانت في كل مرة تضع النقود تمزح فرحة وتقول لي أنظري يا عمتي الصندوق صار ثقيلا لقد ملأناه وتتظاهر بأنها لا تستطيع حمله.
.
.
.
ومثل صفية كثير كثير كثير
ولله الحمد والمنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
إن كان للإخوة وأخوات نصائح فأرجو أن لا يبخلوا علينا بها
والله يجزيهم عنا خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترددت كثيرا في وضع هذا الموضوع ولكن استقر الأمر على وضعه عسى ان يكون في ذلك خيرا بفضل الله عز وجل
ومما حفزني على وضعه وبطريقة غير مباشرة اختي التي أحبها في الله " واسطة العقد"
عندما كانت صفية(ابنة أخي) في سن سنتان وستة أشهر كنت أفكر كيف أفتح معها موضوع فلسطين والقضية الفلسطينية
وفي تلك الأيام وانا بإحدى الغرف أفكر في هذا الموضوع إذ بصفية تدخل علي ثم رفعت رأسها ونظرت إلى أعلى الخزانة فلاحظت شيئا (وكنت أنظر إليها) فسألتني : ماهذا يا عمتي واشارت إلى شيء ما فوق الخزانة ، فرفعت رأسي ونظرت ، فقلت أتقصدين هذا وأشرتُ إلى حصالة ؟فقالت : نعم
فأخذت الحصالة بيدي وقربتها منها وقلت لها: هذا صندوق فلسطين ، فقالت : ومامعنى صندوق فلسطين ، ومن هذا الذي في الصورة (على الحصالة ) فقلت لها :صندوق فلسطين نجمع فيه مال لإخواننا في فلسطين ولأطفال فلسطين وهذا طفل فلسطيني ، قالت : ولماذا نجمع النقود لهم ؟، فقلت لها :لأنهم إخواننا مسلمين مثلنا ، وهم بحاجة إلى الطعام والشراب واللباس والدواء لأن اليهود منعوا عنهم الطعام والشراب وهدموا بيوتهم فخسروا كل مافيه وأبعدوهم عن والديهم وضربوهم، ونحن نجمع هذا المال لنرسله إليهم ليشتروا به الطعام واللباس ويبنوا بيوتهم ويشتروا الدواء ليداووا به جروحهم ومرضاهم ، وبعد هذا سيصيرون أقوياء ويغلبوا اليهود، فقالت: ومن اليهود؟ ، فقلت : اليهود ليسوا مسلمين مثلنا وهم أصدقاء الشيطان ولا يحبون الله والله لا يحبهم وهم لا يصلون ولا يقرؤون القرآن ، هم سيؤون كثيرا وهم يعذبون اخواننا الفلسطينيين المسلمين... فتأثرت صفية بذلك كثيرا...
في هذه اللحظة دخل اخي والد صفية ، فأخذت صفية الصندوق(الحصالة) وذهبت مسرعة إلى أبيها وقالت بلهفة : أبي ..أبي أطفال فلسطين ابي أبي ماعندهم طعام ما عندهم لباس اليهود ضربوهم..ضع النقود يا ابي ليشتروا الطعام،ففرح والدها بها كثيرا واخذ قطعة من النقود وأعطاها لصفية فأتتني فرحة وقالت أبي أعطاني النقود فقلت لها ضعيها في صندوق فلسطين وقبل وضعها قولي بسم الله ، فقالت بسم الله ووضعت القطعة النقدية ، فقلت لها لقد فعلت فعل خير يحبه الله ادعي الله وسيستجيب لك ان شاء الله فرفعت يديها الصغيرتين إلى السماء وقالت: يا رب أطفال فلسطين.
ففرحت بها كثيرا ثم قلت لها : ما رأيك أن نطلب من باقي أفراد العائلة ان يضعوا النقود في صندوق فلسطين ، فقالت : نعم نعم
ثم اخذت الصندوق وذهبت إليهم فردا فردا ، تقول لهم ضعوا النقود إلى أطفال فلسطين فهم ما عندهم طعالم ولا لباس ، فوضعوا لها النقود
ثم أتتني فرحة، فقلت لها : ما رأيك يا صفية أن نتفق أنا وأنت على ملأ هذا الصندوق ثم نعطيه لوالدك وهو يعطيه لصديقه وصديقه يعطيه إلى الفلسطينيين ، فوافقت على الفور
وبعد مرور عدة أيام ،
كانت معي صفية في الغرفة فقلت لها لنرى كم جمعنا من النقود لفلسطين ، فقالت : نعم
فأخذت الصندوق وحركته ، فقلت لها المبلغ قليل يا صفية ونحن اتفقنا على ملئه كله ، ماذا سنقول للفلسطينيين ، كيف سنساعدهم ؟
ففكرت قليلا ثم قالت :سأذهب إلى عمي وأطلب منه نقودا ، وبالفعل ذهبت إليه وهي تحمل الصندوق بيديها الصغيرتين وكنت أسمعها من بعيد وهي تقول له: عمي ..عمي ضع النقود في صندوق فلسطين، ثم ذهبت إلى عمها الثاني
جاءتني فرحة وهي تردد :لقد وضع عمي النقود لقد ..وضع عمي النقود
انتبهت أختي إلى ذلك فغضبت مني وقالت لي :هذا غير جيد أنت بهذا تعلمينها التسول ، فقلت لها : لا أبدا وإنما هي طريقة لجمع المال لإخواننا في فلسطين وقد كنا في الجامعة نمر على الغرف غرفة غرفة ونطلب منهم وضع النقود في صندوق فلسطين ،( وكانت أختي تناقشني في كل مرة وتقول لي لا .. لا هذه الطرقة غير سليمة ،) وهو ما جعلني أتحمس وبدا الغضب في كلامي وفي حركاتي ورفعت يدي وقلت أنسيت أسطول الحرية وكيف جمع المال من الشعب ،كانت أموال الشعب أرسلوها إلى فلسطين و...
كانت صفية تنظر إلينا ونحن نتناقش
أختي لم تتراجع وقالت لصفية ، لا تفعلي هذا ثانية يا صفية فأنت بهذا ستتعلمين خلقا سيئا
ردت صفية وهي غاضبة (غضبا حقيقيا وليس مقلدا)وكانت تقلد حركاتي ورفعت يدها وهي تقول : هذه دراهم الشعب ، نقود الشعب إلى فلسطين ...أنت لا تحبين فلسطين ، لن نأخذك معنا إلى فلسطين ...أنت مع اليهود
فقالت أختي بسرعة ، خلص خلص ، اجمعي النقود ..لا ..لا أنا معكم مع فلسطين لست مع اليهود.
(وكان الموقف مضحكا بعض الشيء)
نسيت أنني كنت قد قلت لصفية أننا بعد أن نرسل النقود إلى الفلسطينيين سيصبحون أقوياء وسيغلبون اليهود ويحررون المسجد الأقصى وسينادوننا معهم نحن وجميع المسلمين وبعد خروج اليهود سنصلي جميعا في المسجد الأقصى ثم ندخل جميعا إلى الجنة بإذن الله تعالى وهو ما أسعدها كثيرا
وطيلة هذه الفترة كانت صفية دائما تسألني عن الفلسطينيين وعن اليهود وتقول لي أرنيهم أريد أن أراهم
وتقول لي : احكي لي يا عمتي عن فلسطين وعن اليهود فكنت أحكي لها وبأسلوب مبسط لتفهم
وكانت تتأثر بذلك كثيرا
حتى أنني في أحد المرات بعد رجوعي من العمل ، قالوا لي أرأيت ما الذي فعلته بصفية ؟ فقلت ماذا ؟
فقالوا :على كثرة ماتحكين لها عن اليهود (وأهلي يكرهون سيره اليهود بمجرد ذكر اسمهم فهم لا يحتملون ذلك) قالت لعمها اشتري لي يهوديا ، فقلت مبتسمة : أحقا قالت هذا ؟ فقالوا نعم .قلت في نفسي أكيد أن في الأمر سرا.
عندما جاءت صفية سألتها : يا صفية هل قلت لعمك اشتري لي يهوديا ؟ فقالت نعم ، فقلت مستفسرة ولماذا؟ فقالت وبسرعة دون تردد : لأضربه (لم تجد حلا للإنتقام منهم وضربهم مثلما يفعلون بإخواننا في فلسطين إلا أن تشتري يهوديا)
كانت صفية في كل مرة تحصل على نقود من أفراد العائلة أو احد الضيوف تأتيني بسرعة وتقول لي : عمتي عمتي أعطني صندوق فلسطين لقد أحضرت نقود فلسطين ، فكنت أسعد بذلك وأثني عليها واقبلها
في رمضان الماضي كان عمرها حوالي ثلاث سنوات و ثلاثة أشهر ، أعطيتها خمس قطع نقدية متساوية (مبلغ يسير ولكنها لا تعرف كثيرا قيمة النقود كل ما تعرفه عنها أنها لشراء ما نحتاج) وقلت لها : لأنك مهذبة وذكية وتساعديننا فأنا أعطيك هذه النقود خذيها وضعيها في حصالتك ففرحت بها كثيرا ثم قالت لي أعطني صندوق فلسطين فقلت لها هذه لك ضعيها في حصالتك وسنضع نقودا أخرى في صندوق فلسطين وفي أثناء حديثي معها كانت متجهة مباشرة إلى الغرفة التي بها الصندوق وأشارت إليه وقالت أعطني الصندوق فضحكت وقلت لا بأس ضعي قطعة في صندوق فلسطين والباقي ضعيه في حصالتك ، ولكنها لم تأبه لكلامي وصارت تضع القطعة تلوى الأخرى ظننتها لم تسمعني فأعدت عليها الكلام ، فقالت وهي تضع النقود : وهم كيف سيشترون الطعام ؟
وكان والدها قد اشتريا لها حصالة وقالوا لها ضعي فيها النقود وعندما تكبرين اشتري بها ما تريدين
ولكن صفية كانت تضع جميع نقودها في صندوق فلسطين ،
أعطتها مرة أمها قطعة وقالت لها ضعيها في حصالتك فقالت لها صفية : بل سأضعها في صندوق فلسطين ، فقلت لها لا بأس ضعي هذا في حصالتك وسنحصل على قطعة أخرى ونضعها في الصندوق ، فقالت لي : بعد أن أملأ صندوق فلسطين سأملأ حصالتي ، لن أضع في حصالتي حتى أملأ صندوق فلسطين ، وماذا سيقول لي الفلسطينيون؟
وكانت في كل مرة تضع النقود تمزح فرحة وتقول لي أنظري يا عمتي الصندوق صار ثقيلا لقد ملأناه وتتظاهر بأنها لا تستطيع حمله.
.
.
.
ومثل صفية كثير كثير كثير
ولله الحمد والمنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
إن كان للإخوة وأخوات نصائح فأرجو أن لا يبخلوا علينا بها
والله يجزيهم عنا خيرا