علي الشيخ الشنقيطي
02-14-2010, 06:18 PM
الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة و السلام على نبينا محمد
خاتَم الأنبياء والمرسلين .
أثار الزميل " أحمد 1 / علماني" أفكارا قد تتفلت من بين يدي القارئ وتشرد مختفية في صفحات وأشرطة المنتدى المتعددة ، فلا بأس في وضعها تحت الضوء وتحليلها ومناقشتها والرد عليها بما تقدر من التيسير و تيسر من التقدير ..
يقول الزميل أحمد .. على طريقة أبطال السينما المصرية القديمة ؛ يسمى "البطل" "أحمد" وهو عربيد زير نساء لاكنها :
أسماء مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
عفوا .. ولكنك يا زميلُ أحمد1 تدعو هنا بفكرة خطيرة مرفوضة ، وإلى لعبة قذرة مكشوفة.
هدانا الله وإياك... وأرجو أن يكون لك حظ من اسمك الذي تسميت به وأن ترجح إلى الحق وتتجرد له.
يقول الزميل أحمد 1/ علماني :
نعم , انه طبق وسقط ( ان الاسلام في واقعه البسيط ونطاقه الجغرافي الضيق عندما كان في المدينة كان يطبق وفق مقاييس تلك المرحلة او ذاك الزمان ..
إنه طبق وسقط :
وهذا تعبير ساقط في مبناه وفي معناه : أما في مبناه ، فإذا أردت أن تعبر بجملة فعلية فلا تبدأ بحرف إن ، ومن يقرأُ كلامك الآن يظنك قلت : إنه طبَقُ و سَقَط .
أما سقوطه من حيث معناه : فإن دولة الإسلام حينما قامت في بدايتها ، قامت لتجمع بين دفتيها ذاك المجتمع المسلم الذي طهُر من أفكار الجاهلية ونمطها في الحياة عموما : عقدية كانت أم اجتماعية ، اقتصادية ، و سياسية .. ولم ينبت هذا المجتمع من فراغ ، ولم يتعرض أهله لغسيل دماغ ، بل أقتنع أهله فردا فردا ، من كل الاتجاهات والمشارب ، بتلك العقيدة ، وذلك المنهج ، وتلك القوانين .
لينصهر كل ذلك وغيره في قالب جديد ، هو الإسلام ، وخرجت إلى الوجود دولة ، ما خرج على الأرض ، ولن يخرج مثلها ... و كانت مثالا يحتذى به المتأخرون ساسة ومحكومين ، لهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم و خلفائه الراشدين و رعيتهم خير مثال و أحسن إسوة .
ثم مضت القرون الثلاثة المزكاة و مضت القرون من بعدهم ، وستمضي قرون من بعدنا وتبقى شريعة الله تعالى وأحكامه صالحة لكل زمان و كل مكان .
وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.
هي شريعة من يعلم الغيب والشهادة ، والسر وأخفى ، من خلق الإنسان ، وهو أعلم به ، وأعلم بما تصلح عليه دينه ودنيا ومعاشه وعاقبة أمره .
وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
ثم يقول أحمد 1/ علماني :
ولكن لما تشعبت وتطورت الدولة الاسلامية لم يطبق الاسلام لأن تطور الدولة الاسلامية قابلها تطور في الحياة العامة وتطور في متطلبات الحياة العامة
هذا غير صحيح (.....) وليس لك دليل عليه ..
فنحن نقصد بالاسلام أحكام الشريعة ، ولقد بقيت الدول الإسلامية على تطبيق شريعة الله تعالى بعد ذلك .. و فقد بقيت أحكام الشريعة مطبقة في الناس .. وإن كان لبعض الملوك والأمراء تجاوزات وأخطاء، لا كن إضافتها إلى الإسلام نفسه جهل فاضح وخطأ فادح.
ويضيف صاحبنا قائلا :
لذا اجد في قولك اساءة كبيرة للاسلام فأنت تدعوا لجمود الفكر الاسلامي والعودة به الى ماقبل 1400 عام و
اسقاطه على الواقع الراهن
بل نحن من يجد في أقوالك إساءة كبيرة للإسلام ، لأنك تريد إسقاطه كلية من أوثق عراه وهو الحكم و سياسة الناس به
فماذا تركت له ؟؟!!.. نحن لا نريد جمود الفكر الإسلامي و العودة به إلى الماضي ، أو السفر عبر المستقبل ؛ أو إسقاطه على الواقع الراهن .. بل تطبيقه على الواقع الراهن ، و الذي كان من قبله ، والذي سيأتي من بعده . إن شاء الله تعالى .
ثم أنت من يمثل طابورا خامسا وظيفته ورسالته فصل الدين الاسلامي من أوثق عراه وهي الحاكمية ، تمهيدا لفصله من بقيتها ... وأنت من يريد إسقاط المنهج العلماني على واقعنا العربي الإسلامي وهذه أكبر إساءة للإسلام والمسلمين والعرب..
ثم يقول :
علما ان الاسلام تعارض مع نظام الحكم في بداياته
عدت إلى تعليمنا على طريقة ( البنا ) شيخ العلمانيين ـ نعوذ بالله من وجهه ومن وساوسه ـ و فتاواه الساقطة الضلالية .. وتزييفه للحقائق ..
من أين أتيت بهذا العلم ؟؟؟
ما دليلك على أن الإسلام تعارض مع نظام الحكم منذ بدايته ، وأي بداية تقصد ، وما نظام الحكم هذا .. الذي تقول أن الإسلام تعارض معه منذ البداية ؟؟
هذا ـ والله ـ افتراء على التاريخ ، لا برهان عليه ولعب على العقول..
علما ان الاسلام تعارض مع نظام الحكم في بداياته
والا نستطيع ان نقول ان ما فعله المأمون كشخصية معتزلة ( ينتمي الى المعتزلة ) والذي دعا بأن القرآن مخلوق وجلد وسجن ائمة المسلمين كان على صواب هذا ناتج لعدم قدرة مواكبة الفكر الاسلامي لمرحلة المؤمون اي لمرحلة التطور في العلاقات الاجتماعية عندما اخذ العرب بالمنطق وعلم الكلام واخذوا بالرأي والقياس وتشعبت فرق الاجتهاد والمذاهب ودخلت في خلافات والتي نتلمسها اليوم فهناك الفرق الشيعية بتصانيفها والفرق السنية وبعض المذاهب الاخرى مثل الزيدية واليزيدية وعشرات بل مئات من الحركات والفرق والاجتهادات التي طرأت على الفكر الاسلامي
أ
سشهادك بهذه الواقعة فاسد ، وهو تزييف للوقائع ، ومحاولة للتمويه والخداع
واستنتاجك منها باطل فاسد .
وهو لايدعم رأيك بل يكون حجة عليك ، وذلك من ثلاثة وجوه :
ــ أولها :
أنه يحمل في طياته تناقضا بينا
... ذلك أنك قلت في بداية كلامك :
نعم أنه طبق وسقط ... تقصد : نعم لقد طبق وسقط .
واستشهدت بهذه الواقعة استشهادا فاسدا على أنه سقط ........
ثم قلت بعد ذلك :
افترض ان مارتن لوثر كان يعيش فى ظل تطبيق صحيح للاسلام مثل عهد النبى صلى الله عليه وسلم او الخلفاء الراشدين او الخليفة عمر بن عبد العزيز .
فأنت ترد على نفسك بنفسك ، فقولك : " في ظل تطبيق صحيح للاسلام " معناه أنك تعترف ضمنيا أن المأمون لم يكن يطبق الإسلام تطبيقا صحيحا ، حينما انحرف عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والخليفة عمر بن عبد العزيز... فكيف تضرب لنا مثلا بما فعله على سقوط المنهج الإسلامي ، وأنت مع ذلك تعترف بأنه لم يكن يطبق الإسلام تطبيقا صحيحا ؟؟!!
فاستشهادك بتلك الواقعة ساقط .
ــ ثانيها :
أنه لو كان استشهادك هذا صحيحا لما كان المأمون سَجن و أمر بجلد أئمة المسلمين .. فلو افترضنا أن المأمون ـ كما يًُخيل لك أنت ـ إنما كان محقا ، ولكنه وجد نفسه أمام نظام و منهج إسلامي لم يعد يصلح للحياة الإجتماعية والفكرية والسياسية ، فخرج عنه ... لمَا أقدم على سجن وجلد أئمة المسلمين .... أليس كذلك ؟!
فأئمة المسلمين هم علماء الإسلام و حماته وهم أعرف به وقد وجدوا أن الرجل خرج عن المنهج فخرجوا عن من طاعته في ذلك... فهو إذا لم يكن محقا و قد خرج عن المنهج الصحيح .
هذا إذا فهمنا ما فعله المأمون كما تريد أنت ( أي أنه رأى أن الإسلام لم يعد يصلح لمواكبة الحياة في زمنه ) وليس هذا بصحيح بالمناسبة ، فهو إنما كان متأولا ؛ كان يحسب أنه يحسن صنعا للإسلام وأهله . وكان شياطين المتكلمين يوسوسون له ، ويزينون له عمله .
فهو إنما كان متأولا ، مثلك أنت ، حين تصور تلك العلمانية ـ بل الجاهلية الجديدة ـ على أنها في صالح الدين الإسلامي و " محررة " لـه .
ــ ثالثها :
إذا كان المأمون قد أخطأ في أن تبنى بعض أقوال الزنادقة المتكلمين، فهل يدل هذا ضرورة على أنه كان يرى أن المنهج الإسلامي َ في الحياة عموما ما عاد صالحا ؟؟
ليس هذا بلازم .
بل لم يقع ذلك ، ولم يقله هو ... لاكنه يقع في هذا الزمن الذي أصبح ينادي أمثالك من المسلمين بالتخلي عن الإسلام في الحياة وقصره على عبادات شخصية ، تمهيدا للقول أن اللادينية أفضل و أحسن وأكثر مواكبة للحياة من الدين ... هي ـ والله ـ جاهلية جهلاء ، ومحاربة للإسلام و أهله ، وهدم لأركانه ، وضربه في أساساته .
ثم أنت تدخل بعد ذلك في سلسلة من التناقضات و تطلق مجموعة من الأقوال المتضاربة تنم عن عدم وضوح في الرؤية وبلبلة في الفهم ، وعدم استقرار في الرأي ...
في قولك :
اما الاسلام لم يمزج في تاريخه بين الدين والدولة فرجل الدين لم يحكم ولم يكن رئيس دولة ان الرسول كان نبيا ولم يكن حاكما والاسلام
ألم تقل قبل هذا :
افترض ان مارتن لوثر كان يعيش فى ظل تطبيق صحيح للاسلام مثل عهد النبى صلى الله عليه وسلم او الخلفاء الراشدين او الخليفة عمر بن عبد العزيز
وقلت :
انني لا افترض ان مارتن لوثر كان بحاجة ان يعيش فترة الخلافة الاسلامية الراشدة او فترة النبي محمد
ثم قلت :
كان يحارب نظام الدولة بالمفهوم الذي تأسس في ما بعد الخلافة الراشدة عندما اخذ البناء الملكي في الحكم حيث كانت الدولة الاموية نظاما ملكيا
كلامك يدور حول ألفاظ ثلاثة :
1 الخليفة
2 الخلافة
3 نظام ( ملكي ) أموي .
وإذا عدنا إلى مقولتك الأولى :
اما الاسلام لم يمزج في تاريخه بين الدين والدولة فرجل الدين لم يحكم ولم يكن رئيس دولة ان الرسول كان نبيا ولم يكن حاكما والاسلام
وجدناه ساقطا لا تقوم له قائمة ...
فطبقا لكلامك أنت ، كان هناك :
نظام أسلامي يسمى ( خلافة ) وله ( خليفة ) حاكم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والخلفاء الراشدون من بعده ...ثم كان بعد ذلك ـ دائما ، طبقا لكلامك ـ نظام اختلف عن نظام الخلافة الراشدة (على منهاج النبوة ) ، هو نظام ملكي وراثي : أموي ثم عباسي ... إلخ .
ألم تكن تلك دولة ، وكان يحكمها نظام عليه خليفة ثم ملك ؟؟ .. أليس أولئك رجال الدين ، وقد حكموا الدولة ؟؟... .. هل كان هؤلاء علمانيون فصلوا الدين عن الدولة ؟؟
هذا والله تناقض في الكلام مبين ...
وهو كاف في الرد عليك، فقد رددت على نفسك و أنت لا تشعر.
إنك تعترف ضمنيا أن نظام الخلافة الراشدة نظام سياسي كان يحكم الدولة المسلمة ، وأعقبه نظام آخر ملكي وراثي ؛ ولم يغير هذا النظام الملكي في المنهج الإسلامي سوى في الطريقة التي تناوب الخليفة أو أمير المؤمنين على رئاسة أو قيادة الدولة الإسلامية ... فبدل أن يُختار الأمير على معايير الفضلية و التقوى كما كان في الخلافة الراشدة ؛ صار الخليفة في هذا النظام الملكي يرث الحكم على أبيه ... وتلك هي الخطيئة التى وقعت فيها الدول الإسلامية منذ الدولة الأموية حتى يوم الناس هذا ...
فالمنهج الإسلامي في الحكم بقي على حاله ولم يختلف في تلك الأزمنة سوى في طريقة اختيار الحاكم وحسب .
وإن كنت تقصد أن خلفاء الدولة الإسلامية من بعد الخلافة الأموية ، لم يكونوا على ما كان عليه الخلفاء الراشدون من الدين والورع والتقوى .
فجواب ذلك :
أنهم وإن كان أكثرهم كذلك ، فهم لم يحيدوا عن تطبيق القوانين الإسلامية ، وليس جميعهم كذلك فقد عرف عمر ابن عبد العزيز في الدولة الأموية بالعدل والصلاح والتقوى ، وسار المهديُ وهو الخليفة الثالث في دولة بني العباس، قبله أبو العباس السفاح والمنصور و المهدي هو الثالث ، قرأ سيرة ابن عبد العزيز وحرص على منافسته و التشبه به .. و أمثاله كثير في الخلافة الإسلامية من الأفذاذ الذين صنعوا تاريخ هذه الأمة ، مرورا بصلاح الدين ونور الدين زنكي، وصولا إلى آخر خلافة إسلامية، وهي الخلافة العثمانية ، التي أسقطها أبرز قائد ممن بشر بالعلمانية في الدول الإسلامية ونادى بها : عدو الله ورسوله (مصطفى كمال آتاترك) ، في مارس سنة 1924 ، أي قبل 86 سنة فقط ..
ليس بيننا وبين آخر خلافة إسلامية سوى ما يناهز القرن من الزمان.
وكان ذلك بمخطط صهيوصليبي عالمي ، لكي يتمكنوا من إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين ، وهو ما حدث بعد أربعة وعشرين عاما فقط ـ وليس قبل ذلك ـ سنة 1948 .
فكيف تقول : " الاسلام لم يمزج في تاريخه بين الدين والدولة فرجل الدين لم يحكم ولم يكن رئيس دولة... " ؟؟!!
هذا افتراء على التاريخ ، ومحاولة مكشوفة للخلط ، وتزييف للوقائع ما بعده تزييف!!
فلم يعرف في تاريخ أمراء الدولة الإسلامية ـ سواءا الصالح منهم والطالح ـ تخل عن قوانين الشريعة الإسلامية .
ولم يقع هذا إلا عندما دخل التتار بغداد ، معقلَ الخلافة وحكموا بقوانينهم الخاصة التي عرفت ب(....). أو حينما أسقط مصطفى كمال خلافة الإسلام وأعلن القوانين العلمانية الغربية الجاهلية ، حتى أنه منع أن تكتب اللغة العربية في المرافق العامة واستبدل بها اللغة اللاتينية ... حتى أنه منع الأذان باللغة العربية وجعله باللغة التركية .
..... وكذلك قولك :
لذا من الخطأ ان نصف او نشبه الخلفاء الراشدين بأنهم رؤساء دول او ملوك وانما قادة كانوا يقضون بين الناس ويحكمون بينهم والحكم هنا ليس بالمعنى المتداول انه رئيس دولة او ملكا وانما قاضيا وقائدا.
هذه سفسطة ولعب على الألفاظ ... من فضلك ، قل لنا أنت ما الفرق بين قولك : " وانما قاضيا وقائدا. " ..... وبين : " رؤساء دول او ملوك " ؟؟؟
ولماذا ترى أنه من الخطأ ان نصف او نشبه الخلفاء الراشدين بأنهم كانوا " رؤساء " الدولة الإسلامية ؟
فما ذا تسمي : ذلك المجتمع الجديد في وقته، المتميز في ذاته ، والمستقل عن غيره من المجتمعات والدول ، والذي كان يعترف بقانون واحد ، ويسير شؤون حياته وفق ذلك القانون ، وله مبادئ أهداف موحدة ، وبين أفراده ترابط وتضامن ... أليس هذا هو ما يقال عنه مجتمع سياسي وظهرت له دولة في حينها ؟؟ أم أن لك تعريفا آخر له ؟
فإن كان لك تعريف آخر لذلك المجتمع . فما هو ، وما منطلقاته ؟
وماذا تسمي :
أنه كان له حاكم يسوس الناس ، يقيم العدل بينهم ، ويوفر الأمن لهم ، ويسير أمور الدولة الداخلية والخارجية ، ويرسل إلى حكام الدول الكبرى ، ويجاهد الأعداء ، ويقسم بين المسلمين الأموال التي أفاء الله عليهم ؟
وكان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أول حاكم لتلك الدولة ، وخلفه خيار أصحابه أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم، وهم الخلفاء الراشدون الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين..."
كم هي ساقطة وفاسدة وباطلة تلك الأفكار التي تدعوا بها لتبنّي نظام العلمانية و منهجها ... أو حين تصور تلك الجاهلية على أنها في صالح الدين الإسلامي و " محررة " لـه !!
العلمانية دعوة خطيرة معناها : " أن يفصل الدين عن الدولة ، أن يكون الدين بعيدا عن الحكم ، أن يظل الدين في المساجد صلاة وتسبيحا ، أن يظل الدين في رمضان صياما ،أن يظل الدين في الحجاز حجا . أما أن يرجم الزاني ، أما أن يُجلد شارب الخمر ، أما أن تقام الحدود ، أما أن يحرم الربا ، و السرقة .... فلا !! "
قولك :
عندما اخذ العرب بالمنطق وعلم الكلام واخذوا بالرأي والقياس وتشعبت فرق الاجتهاد والمذاهب ودخلت في خلافات والتي نتلمسها اليوم فهناك الفرق الشيعية بتصانيفها والفرق السنية وبعض المذاهب الاخرى مثل الزيدية واليزيدية وعشرات بل مئات من الحركات والفرق والاجتهادات التي طرأت على الفكر الاسلامي واليوم انت امام خيارات واسعة فعلى اي مذهب واي طريقة واي مرجع واي مدرسة تجدني ضمن هذا الخليط المتلاطم في التشريع والفقه مما ادى الى نوع من السخرية عندما نلاحظ انعكاسات ذلك في العلاقات الاجتماعية فنجد من يدعوا لزواج الفرند وزواج السياحة وارضاع الزميلة في المصانع والمهن وزواج المسيار والمتعة والمؤقت الذي دعا له احد رجال الدين المسلمين انه يجوز هذا النوع من الزواج حتى بمكالمة هاتفية وبمدة محددة وبمبلغ محدد , ان هذا الخليط هل تعتقد ان هناك وسيلة للخروج من هذا المأزق فالبعض وجدها في الفرقة الناجية ولكن قد يدعي الجميع انه من الفرقة الناجية والله اعلم
.
أي أن الإسلام شرائع شتى ، ونماذج مختلفة متباينة ، وطرق ومناهج متناقضة ... فأي إسلام هذا الذي نريد تطبيقه ؟ أهو الإسلام السني ومذاهبه الأربعة ، أم هو الاسلام الشيعي ، الباكستاني ، الأزهري ، الحجازي ...
هذا ماتريده ؟
اعلم أن الاسلام الذي ينشده كل مسلم ، هو ما ورد في كتاب الله تعالى ، ومحكم السنة ، ثم ما اتفق عليه الراسخون في العلم في هذه الأمة .. هذا هو المحكم محل الإتفاق ، و الذي لايقبل الجدل ولا الرد و الترك ... أما ماكان وراء ذلك من الاجتهادات الفقهية و الآراء الفردية ، فهو إنما يدخل في الجانب المرن من الشريعة ، ولقد شاء الله ذلك لحكمة منه تعالى ، لتبقى شريعة الله صالحة لكل مكان ولكل زمان ... فلو كانت الشريعة كلها توقيفية ، وقوانين جاهزة لاتقبل الاجتهاد و الفقه ، لشق على الناس أمرها ، ولحملوا ما لاطاقة لهم به..
فكان هذا الجانب المرن من الشريعة توسعة ورحمة بالناس لا تضييق فيه على المخالف .. وكان اختلاف المذاهب الفقهية في الاجتهادات والتفسيرات في الأمور الجزئية رحمة بالمسلمين ، فيحق لأهل العلم أن يرجحوا ما تقتضيه الأدلة ويحقق المصلحة، ولا حرج أن تتفاوت هذه الاجتهادات من قطر إلى آخر ، من عصر إلى آخر.
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
وفي الحديث : {إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان }
أما الفرق التي ذكرتها : فمنها المنحرفة في العقيدة ، الظاهر انحرافها لكل مسلم ملتزم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، ومنها المنحرف في الأصول المجمع عليها ... وحتى هذه تحكم بالشريعة الإسلامية ، في معظم ما يتفق عليه المسلمون أجمعون .
وليس مثلك من يزايد علينا بذلك ... فالعلمانية التي تدعو إليها ، هي التي لا تثبت على منهج محدد أوسبيل موحد ،وهي التي فشلت نماذج الحكم بها على كل المستويات :
السياسية : ( كذب وتحايل ومؤامرت و استعمار واستيلاء على أموال وأرض الشعوب الفقيرة المستضعفة )’...
الاقتصاد : ( بنوك ربوية فاشلة منهارة .. للشجع اللا محدود وامتصاص دماء الشعوب .. ما بين مئر معطلة وقصد مشيد .. شعوب يموت من البدانة و التخمة ، ويموت بعضها بؤسا و مجاعة .. ) ...
المجتمع : ( كفر ،وإلحاد ، ولادينية ، وعلمانية .. فساد وعهر وتفسخ وانحلال وحيوانية دنيئة ، وملاعب الشياطين ، وانتحار ، وجرائم ،وذياع الأنساب ، وأسر منهارة ، و "الانسان ذئب لأخيه الإنسان " .. و" ليس في الوجود إلا البطن والمعدة " )
الحريات العامة : ( مزيفة : كيل بمكيالين .. منع الحجاب ، إباحة السفور، إباخة الخمور، المرأة السلعة، محاربة الإسلام وإباحة مقدساته ، وتحريم المعاداة للسامية ، كواتنامو .. أبو غريب .. قتل الفلسطينيين بأبشع الجرائم ، قتل العراقيين ، قتل الأفغانيين ، البسنيين ، الصوماليين ، الباكستانيين قتل الزعماء المعارضين [توماس سنكارا رئيس إفريقي عارض التدخل الفرنسي ، رؤساء العرب المسلمون يشنقون في عيد الأضحى ] قتل العلماء العرب .. تدمير المنشئات الدفاعية .. وتجهيل الشعوب العربية والإسلامية .. وبث الثقافة الغربية الأمريكية .. والتدخل في شؤون الدول المستضعفة ، سرقة الآثار من العراق وغيره )
هذه هي العلمانية فافخر بها إن كانت تنفعك .... وليس مثلك من يزايد علينا في شأن بعض الفتاوى ، و التي إن كانت غير صحيحة ، فإنما يتحمل أصحابها وزرها ، وليس تحميل الإسلام وزرها إلا جهل وخلط وسطحية .
ثم اعلم أن الإسلام ليس كدين النصارى المحرف ، والذي فصله الفكر العلماني عن الدنيا وواقع الحياة ، وما يقي له من باقية غير حياة فردية ، أو كنسية .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (*) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ.
أما الإسلام فهو يشمل كل شيئ في حياة المسلمين.
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (*) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (*) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (*) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (*)
والصلاة و السلام على نبينا محمد
خاتَم الأنبياء والمرسلين .
أثار الزميل " أحمد 1 / علماني" أفكارا قد تتفلت من بين يدي القارئ وتشرد مختفية في صفحات وأشرطة المنتدى المتعددة ، فلا بأس في وضعها تحت الضوء وتحليلها ومناقشتها والرد عليها بما تقدر من التيسير و تيسر من التقدير ..
يقول الزميل أحمد .. على طريقة أبطال السينما المصرية القديمة ؛ يسمى "البطل" "أحمد" وهو عربيد زير نساء لاكنها :
أسماء مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
عفوا .. ولكنك يا زميلُ أحمد1 تدعو هنا بفكرة خطيرة مرفوضة ، وإلى لعبة قذرة مكشوفة.
هدانا الله وإياك... وأرجو أن يكون لك حظ من اسمك الذي تسميت به وأن ترجح إلى الحق وتتجرد له.
يقول الزميل أحمد 1/ علماني :
نعم , انه طبق وسقط ( ان الاسلام في واقعه البسيط ونطاقه الجغرافي الضيق عندما كان في المدينة كان يطبق وفق مقاييس تلك المرحلة او ذاك الزمان ..
إنه طبق وسقط :
وهذا تعبير ساقط في مبناه وفي معناه : أما في مبناه ، فإذا أردت أن تعبر بجملة فعلية فلا تبدأ بحرف إن ، ومن يقرأُ كلامك الآن يظنك قلت : إنه طبَقُ و سَقَط .
أما سقوطه من حيث معناه : فإن دولة الإسلام حينما قامت في بدايتها ، قامت لتجمع بين دفتيها ذاك المجتمع المسلم الذي طهُر من أفكار الجاهلية ونمطها في الحياة عموما : عقدية كانت أم اجتماعية ، اقتصادية ، و سياسية .. ولم ينبت هذا المجتمع من فراغ ، ولم يتعرض أهله لغسيل دماغ ، بل أقتنع أهله فردا فردا ، من كل الاتجاهات والمشارب ، بتلك العقيدة ، وذلك المنهج ، وتلك القوانين .
لينصهر كل ذلك وغيره في قالب جديد ، هو الإسلام ، وخرجت إلى الوجود دولة ، ما خرج على الأرض ، ولن يخرج مثلها ... و كانت مثالا يحتذى به المتأخرون ساسة ومحكومين ، لهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم و خلفائه الراشدين و رعيتهم خير مثال و أحسن إسوة .
ثم مضت القرون الثلاثة المزكاة و مضت القرون من بعدهم ، وستمضي قرون من بعدنا وتبقى شريعة الله تعالى وأحكامه صالحة لكل زمان و كل مكان .
وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.
هي شريعة من يعلم الغيب والشهادة ، والسر وأخفى ، من خلق الإنسان ، وهو أعلم به ، وأعلم بما تصلح عليه دينه ودنيا ومعاشه وعاقبة أمره .
وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
ثم يقول أحمد 1/ علماني :
ولكن لما تشعبت وتطورت الدولة الاسلامية لم يطبق الاسلام لأن تطور الدولة الاسلامية قابلها تطور في الحياة العامة وتطور في متطلبات الحياة العامة
هذا غير صحيح (.....) وليس لك دليل عليه ..
فنحن نقصد بالاسلام أحكام الشريعة ، ولقد بقيت الدول الإسلامية على تطبيق شريعة الله تعالى بعد ذلك .. و فقد بقيت أحكام الشريعة مطبقة في الناس .. وإن كان لبعض الملوك والأمراء تجاوزات وأخطاء، لا كن إضافتها إلى الإسلام نفسه جهل فاضح وخطأ فادح.
ويضيف صاحبنا قائلا :
لذا اجد في قولك اساءة كبيرة للاسلام فأنت تدعوا لجمود الفكر الاسلامي والعودة به الى ماقبل 1400 عام و
اسقاطه على الواقع الراهن
بل نحن من يجد في أقوالك إساءة كبيرة للإسلام ، لأنك تريد إسقاطه كلية من أوثق عراه وهو الحكم و سياسة الناس به
فماذا تركت له ؟؟!!.. نحن لا نريد جمود الفكر الإسلامي و العودة به إلى الماضي ، أو السفر عبر المستقبل ؛ أو إسقاطه على الواقع الراهن .. بل تطبيقه على الواقع الراهن ، و الذي كان من قبله ، والذي سيأتي من بعده . إن شاء الله تعالى .
ثم أنت من يمثل طابورا خامسا وظيفته ورسالته فصل الدين الاسلامي من أوثق عراه وهي الحاكمية ، تمهيدا لفصله من بقيتها ... وأنت من يريد إسقاط المنهج العلماني على واقعنا العربي الإسلامي وهذه أكبر إساءة للإسلام والمسلمين والعرب..
ثم يقول :
علما ان الاسلام تعارض مع نظام الحكم في بداياته
عدت إلى تعليمنا على طريقة ( البنا ) شيخ العلمانيين ـ نعوذ بالله من وجهه ومن وساوسه ـ و فتاواه الساقطة الضلالية .. وتزييفه للحقائق ..
من أين أتيت بهذا العلم ؟؟؟
ما دليلك على أن الإسلام تعارض مع نظام الحكم منذ بدايته ، وأي بداية تقصد ، وما نظام الحكم هذا .. الذي تقول أن الإسلام تعارض معه منذ البداية ؟؟
هذا ـ والله ـ افتراء على التاريخ ، لا برهان عليه ولعب على العقول..
علما ان الاسلام تعارض مع نظام الحكم في بداياته
والا نستطيع ان نقول ان ما فعله المأمون كشخصية معتزلة ( ينتمي الى المعتزلة ) والذي دعا بأن القرآن مخلوق وجلد وسجن ائمة المسلمين كان على صواب هذا ناتج لعدم قدرة مواكبة الفكر الاسلامي لمرحلة المؤمون اي لمرحلة التطور في العلاقات الاجتماعية عندما اخذ العرب بالمنطق وعلم الكلام واخذوا بالرأي والقياس وتشعبت فرق الاجتهاد والمذاهب ودخلت في خلافات والتي نتلمسها اليوم فهناك الفرق الشيعية بتصانيفها والفرق السنية وبعض المذاهب الاخرى مثل الزيدية واليزيدية وعشرات بل مئات من الحركات والفرق والاجتهادات التي طرأت على الفكر الاسلامي
أ
سشهادك بهذه الواقعة فاسد ، وهو تزييف للوقائع ، ومحاولة للتمويه والخداع
واستنتاجك منها باطل فاسد .
وهو لايدعم رأيك بل يكون حجة عليك ، وذلك من ثلاثة وجوه :
ــ أولها :
أنه يحمل في طياته تناقضا بينا
... ذلك أنك قلت في بداية كلامك :
نعم أنه طبق وسقط ... تقصد : نعم لقد طبق وسقط .
واستشهدت بهذه الواقعة استشهادا فاسدا على أنه سقط ........
ثم قلت بعد ذلك :
افترض ان مارتن لوثر كان يعيش فى ظل تطبيق صحيح للاسلام مثل عهد النبى صلى الله عليه وسلم او الخلفاء الراشدين او الخليفة عمر بن عبد العزيز .
فأنت ترد على نفسك بنفسك ، فقولك : " في ظل تطبيق صحيح للاسلام " معناه أنك تعترف ضمنيا أن المأمون لم يكن يطبق الإسلام تطبيقا صحيحا ، حينما انحرف عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والخليفة عمر بن عبد العزيز... فكيف تضرب لنا مثلا بما فعله على سقوط المنهج الإسلامي ، وأنت مع ذلك تعترف بأنه لم يكن يطبق الإسلام تطبيقا صحيحا ؟؟!!
فاستشهادك بتلك الواقعة ساقط .
ــ ثانيها :
أنه لو كان استشهادك هذا صحيحا لما كان المأمون سَجن و أمر بجلد أئمة المسلمين .. فلو افترضنا أن المأمون ـ كما يًُخيل لك أنت ـ إنما كان محقا ، ولكنه وجد نفسه أمام نظام و منهج إسلامي لم يعد يصلح للحياة الإجتماعية والفكرية والسياسية ، فخرج عنه ... لمَا أقدم على سجن وجلد أئمة المسلمين .... أليس كذلك ؟!
فأئمة المسلمين هم علماء الإسلام و حماته وهم أعرف به وقد وجدوا أن الرجل خرج عن المنهج فخرجوا عن من طاعته في ذلك... فهو إذا لم يكن محقا و قد خرج عن المنهج الصحيح .
هذا إذا فهمنا ما فعله المأمون كما تريد أنت ( أي أنه رأى أن الإسلام لم يعد يصلح لمواكبة الحياة في زمنه ) وليس هذا بصحيح بالمناسبة ، فهو إنما كان متأولا ؛ كان يحسب أنه يحسن صنعا للإسلام وأهله . وكان شياطين المتكلمين يوسوسون له ، ويزينون له عمله .
فهو إنما كان متأولا ، مثلك أنت ، حين تصور تلك العلمانية ـ بل الجاهلية الجديدة ـ على أنها في صالح الدين الإسلامي و " محررة " لـه .
ــ ثالثها :
إذا كان المأمون قد أخطأ في أن تبنى بعض أقوال الزنادقة المتكلمين، فهل يدل هذا ضرورة على أنه كان يرى أن المنهج الإسلامي َ في الحياة عموما ما عاد صالحا ؟؟
ليس هذا بلازم .
بل لم يقع ذلك ، ولم يقله هو ... لاكنه يقع في هذا الزمن الذي أصبح ينادي أمثالك من المسلمين بالتخلي عن الإسلام في الحياة وقصره على عبادات شخصية ، تمهيدا للقول أن اللادينية أفضل و أحسن وأكثر مواكبة للحياة من الدين ... هي ـ والله ـ جاهلية جهلاء ، ومحاربة للإسلام و أهله ، وهدم لأركانه ، وضربه في أساساته .
ثم أنت تدخل بعد ذلك في سلسلة من التناقضات و تطلق مجموعة من الأقوال المتضاربة تنم عن عدم وضوح في الرؤية وبلبلة في الفهم ، وعدم استقرار في الرأي ...
في قولك :
اما الاسلام لم يمزج في تاريخه بين الدين والدولة فرجل الدين لم يحكم ولم يكن رئيس دولة ان الرسول كان نبيا ولم يكن حاكما والاسلام
ألم تقل قبل هذا :
افترض ان مارتن لوثر كان يعيش فى ظل تطبيق صحيح للاسلام مثل عهد النبى صلى الله عليه وسلم او الخلفاء الراشدين او الخليفة عمر بن عبد العزيز
وقلت :
انني لا افترض ان مارتن لوثر كان بحاجة ان يعيش فترة الخلافة الاسلامية الراشدة او فترة النبي محمد
ثم قلت :
كان يحارب نظام الدولة بالمفهوم الذي تأسس في ما بعد الخلافة الراشدة عندما اخذ البناء الملكي في الحكم حيث كانت الدولة الاموية نظاما ملكيا
كلامك يدور حول ألفاظ ثلاثة :
1 الخليفة
2 الخلافة
3 نظام ( ملكي ) أموي .
وإذا عدنا إلى مقولتك الأولى :
اما الاسلام لم يمزج في تاريخه بين الدين والدولة فرجل الدين لم يحكم ولم يكن رئيس دولة ان الرسول كان نبيا ولم يكن حاكما والاسلام
وجدناه ساقطا لا تقوم له قائمة ...
فطبقا لكلامك أنت ، كان هناك :
نظام أسلامي يسمى ( خلافة ) وله ( خليفة ) حاكم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والخلفاء الراشدون من بعده ...ثم كان بعد ذلك ـ دائما ، طبقا لكلامك ـ نظام اختلف عن نظام الخلافة الراشدة (على منهاج النبوة ) ، هو نظام ملكي وراثي : أموي ثم عباسي ... إلخ .
ألم تكن تلك دولة ، وكان يحكمها نظام عليه خليفة ثم ملك ؟؟ .. أليس أولئك رجال الدين ، وقد حكموا الدولة ؟؟... .. هل كان هؤلاء علمانيون فصلوا الدين عن الدولة ؟؟
هذا والله تناقض في الكلام مبين ...
وهو كاف في الرد عليك، فقد رددت على نفسك و أنت لا تشعر.
إنك تعترف ضمنيا أن نظام الخلافة الراشدة نظام سياسي كان يحكم الدولة المسلمة ، وأعقبه نظام آخر ملكي وراثي ؛ ولم يغير هذا النظام الملكي في المنهج الإسلامي سوى في الطريقة التي تناوب الخليفة أو أمير المؤمنين على رئاسة أو قيادة الدولة الإسلامية ... فبدل أن يُختار الأمير على معايير الفضلية و التقوى كما كان في الخلافة الراشدة ؛ صار الخليفة في هذا النظام الملكي يرث الحكم على أبيه ... وتلك هي الخطيئة التى وقعت فيها الدول الإسلامية منذ الدولة الأموية حتى يوم الناس هذا ...
فالمنهج الإسلامي في الحكم بقي على حاله ولم يختلف في تلك الأزمنة سوى في طريقة اختيار الحاكم وحسب .
وإن كنت تقصد أن خلفاء الدولة الإسلامية من بعد الخلافة الأموية ، لم يكونوا على ما كان عليه الخلفاء الراشدون من الدين والورع والتقوى .
فجواب ذلك :
أنهم وإن كان أكثرهم كذلك ، فهم لم يحيدوا عن تطبيق القوانين الإسلامية ، وليس جميعهم كذلك فقد عرف عمر ابن عبد العزيز في الدولة الأموية بالعدل والصلاح والتقوى ، وسار المهديُ وهو الخليفة الثالث في دولة بني العباس، قبله أبو العباس السفاح والمنصور و المهدي هو الثالث ، قرأ سيرة ابن عبد العزيز وحرص على منافسته و التشبه به .. و أمثاله كثير في الخلافة الإسلامية من الأفذاذ الذين صنعوا تاريخ هذه الأمة ، مرورا بصلاح الدين ونور الدين زنكي، وصولا إلى آخر خلافة إسلامية، وهي الخلافة العثمانية ، التي أسقطها أبرز قائد ممن بشر بالعلمانية في الدول الإسلامية ونادى بها : عدو الله ورسوله (مصطفى كمال آتاترك) ، في مارس سنة 1924 ، أي قبل 86 سنة فقط ..
ليس بيننا وبين آخر خلافة إسلامية سوى ما يناهز القرن من الزمان.
وكان ذلك بمخطط صهيوصليبي عالمي ، لكي يتمكنوا من إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين ، وهو ما حدث بعد أربعة وعشرين عاما فقط ـ وليس قبل ذلك ـ سنة 1948 .
فكيف تقول : " الاسلام لم يمزج في تاريخه بين الدين والدولة فرجل الدين لم يحكم ولم يكن رئيس دولة... " ؟؟!!
هذا افتراء على التاريخ ، ومحاولة مكشوفة للخلط ، وتزييف للوقائع ما بعده تزييف!!
فلم يعرف في تاريخ أمراء الدولة الإسلامية ـ سواءا الصالح منهم والطالح ـ تخل عن قوانين الشريعة الإسلامية .
ولم يقع هذا إلا عندما دخل التتار بغداد ، معقلَ الخلافة وحكموا بقوانينهم الخاصة التي عرفت ب(....). أو حينما أسقط مصطفى كمال خلافة الإسلام وأعلن القوانين العلمانية الغربية الجاهلية ، حتى أنه منع أن تكتب اللغة العربية في المرافق العامة واستبدل بها اللغة اللاتينية ... حتى أنه منع الأذان باللغة العربية وجعله باللغة التركية .
..... وكذلك قولك :
لذا من الخطأ ان نصف او نشبه الخلفاء الراشدين بأنهم رؤساء دول او ملوك وانما قادة كانوا يقضون بين الناس ويحكمون بينهم والحكم هنا ليس بالمعنى المتداول انه رئيس دولة او ملكا وانما قاضيا وقائدا.
هذه سفسطة ولعب على الألفاظ ... من فضلك ، قل لنا أنت ما الفرق بين قولك : " وانما قاضيا وقائدا. " ..... وبين : " رؤساء دول او ملوك " ؟؟؟
ولماذا ترى أنه من الخطأ ان نصف او نشبه الخلفاء الراشدين بأنهم كانوا " رؤساء " الدولة الإسلامية ؟
فما ذا تسمي : ذلك المجتمع الجديد في وقته، المتميز في ذاته ، والمستقل عن غيره من المجتمعات والدول ، والذي كان يعترف بقانون واحد ، ويسير شؤون حياته وفق ذلك القانون ، وله مبادئ أهداف موحدة ، وبين أفراده ترابط وتضامن ... أليس هذا هو ما يقال عنه مجتمع سياسي وظهرت له دولة في حينها ؟؟ أم أن لك تعريفا آخر له ؟
فإن كان لك تعريف آخر لذلك المجتمع . فما هو ، وما منطلقاته ؟
وماذا تسمي :
أنه كان له حاكم يسوس الناس ، يقيم العدل بينهم ، ويوفر الأمن لهم ، ويسير أمور الدولة الداخلية والخارجية ، ويرسل إلى حكام الدول الكبرى ، ويجاهد الأعداء ، ويقسم بين المسلمين الأموال التي أفاء الله عليهم ؟
وكان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أول حاكم لتلك الدولة ، وخلفه خيار أصحابه أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم، وهم الخلفاء الراشدون الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين..."
كم هي ساقطة وفاسدة وباطلة تلك الأفكار التي تدعوا بها لتبنّي نظام العلمانية و منهجها ... أو حين تصور تلك الجاهلية على أنها في صالح الدين الإسلامي و " محررة " لـه !!
العلمانية دعوة خطيرة معناها : " أن يفصل الدين عن الدولة ، أن يكون الدين بعيدا عن الحكم ، أن يظل الدين في المساجد صلاة وتسبيحا ، أن يظل الدين في رمضان صياما ،أن يظل الدين في الحجاز حجا . أما أن يرجم الزاني ، أما أن يُجلد شارب الخمر ، أما أن تقام الحدود ، أما أن يحرم الربا ، و السرقة .... فلا !! "
قولك :
عندما اخذ العرب بالمنطق وعلم الكلام واخذوا بالرأي والقياس وتشعبت فرق الاجتهاد والمذاهب ودخلت في خلافات والتي نتلمسها اليوم فهناك الفرق الشيعية بتصانيفها والفرق السنية وبعض المذاهب الاخرى مثل الزيدية واليزيدية وعشرات بل مئات من الحركات والفرق والاجتهادات التي طرأت على الفكر الاسلامي واليوم انت امام خيارات واسعة فعلى اي مذهب واي طريقة واي مرجع واي مدرسة تجدني ضمن هذا الخليط المتلاطم في التشريع والفقه مما ادى الى نوع من السخرية عندما نلاحظ انعكاسات ذلك في العلاقات الاجتماعية فنجد من يدعوا لزواج الفرند وزواج السياحة وارضاع الزميلة في المصانع والمهن وزواج المسيار والمتعة والمؤقت الذي دعا له احد رجال الدين المسلمين انه يجوز هذا النوع من الزواج حتى بمكالمة هاتفية وبمدة محددة وبمبلغ محدد , ان هذا الخليط هل تعتقد ان هناك وسيلة للخروج من هذا المأزق فالبعض وجدها في الفرقة الناجية ولكن قد يدعي الجميع انه من الفرقة الناجية والله اعلم
.
أي أن الإسلام شرائع شتى ، ونماذج مختلفة متباينة ، وطرق ومناهج متناقضة ... فأي إسلام هذا الذي نريد تطبيقه ؟ أهو الإسلام السني ومذاهبه الأربعة ، أم هو الاسلام الشيعي ، الباكستاني ، الأزهري ، الحجازي ...
هذا ماتريده ؟
اعلم أن الاسلام الذي ينشده كل مسلم ، هو ما ورد في كتاب الله تعالى ، ومحكم السنة ، ثم ما اتفق عليه الراسخون في العلم في هذه الأمة .. هذا هو المحكم محل الإتفاق ، و الذي لايقبل الجدل ولا الرد و الترك ... أما ماكان وراء ذلك من الاجتهادات الفقهية و الآراء الفردية ، فهو إنما يدخل في الجانب المرن من الشريعة ، ولقد شاء الله ذلك لحكمة منه تعالى ، لتبقى شريعة الله صالحة لكل مكان ولكل زمان ... فلو كانت الشريعة كلها توقيفية ، وقوانين جاهزة لاتقبل الاجتهاد و الفقه ، لشق على الناس أمرها ، ولحملوا ما لاطاقة لهم به..
فكان هذا الجانب المرن من الشريعة توسعة ورحمة بالناس لا تضييق فيه على المخالف .. وكان اختلاف المذاهب الفقهية في الاجتهادات والتفسيرات في الأمور الجزئية رحمة بالمسلمين ، فيحق لأهل العلم أن يرجحوا ما تقتضيه الأدلة ويحقق المصلحة، ولا حرج أن تتفاوت هذه الاجتهادات من قطر إلى آخر ، من عصر إلى آخر.
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
وفي الحديث : {إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان }
أما الفرق التي ذكرتها : فمنها المنحرفة في العقيدة ، الظاهر انحرافها لكل مسلم ملتزم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، ومنها المنحرف في الأصول المجمع عليها ... وحتى هذه تحكم بالشريعة الإسلامية ، في معظم ما يتفق عليه المسلمون أجمعون .
وليس مثلك من يزايد علينا بذلك ... فالعلمانية التي تدعو إليها ، هي التي لا تثبت على منهج محدد أوسبيل موحد ،وهي التي فشلت نماذج الحكم بها على كل المستويات :
السياسية : ( كذب وتحايل ومؤامرت و استعمار واستيلاء على أموال وأرض الشعوب الفقيرة المستضعفة )’...
الاقتصاد : ( بنوك ربوية فاشلة منهارة .. للشجع اللا محدود وامتصاص دماء الشعوب .. ما بين مئر معطلة وقصد مشيد .. شعوب يموت من البدانة و التخمة ، ويموت بعضها بؤسا و مجاعة .. ) ...
المجتمع : ( كفر ،وإلحاد ، ولادينية ، وعلمانية .. فساد وعهر وتفسخ وانحلال وحيوانية دنيئة ، وملاعب الشياطين ، وانتحار ، وجرائم ،وذياع الأنساب ، وأسر منهارة ، و "الانسان ذئب لأخيه الإنسان " .. و" ليس في الوجود إلا البطن والمعدة " )
الحريات العامة : ( مزيفة : كيل بمكيالين .. منع الحجاب ، إباحة السفور، إباخة الخمور، المرأة السلعة، محاربة الإسلام وإباحة مقدساته ، وتحريم المعاداة للسامية ، كواتنامو .. أبو غريب .. قتل الفلسطينيين بأبشع الجرائم ، قتل العراقيين ، قتل الأفغانيين ، البسنيين ، الصوماليين ، الباكستانيين قتل الزعماء المعارضين [توماس سنكارا رئيس إفريقي عارض التدخل الفرنسي ، رؤساء العرب المسلمون يشنقون في عيد الأضحى ] قتل العلماء العرب .. تدمير المنشئات الدفاعية .. وتجهيل الشعوب العربية والإسلامية .. وبث الثقافة الغربية الأمريكية .. والتدخل في شؤون الدول المستضعفة ، سرقة الآثار من العراق وغيره )
هذه هي العلمانية فافخر بها إن كانت تنفعك .... وليس مثلك من يزايد علينا في شأن بعض الفتاوى ، و التي إن كانت غير صحيحة ، فإنما يتحمل أصحابها وزرها ، وليس تحميل الإسلام وزرها إلا جهل وخلط وسطحية .
ثم اعلم أن الإسلام ليس كدين النصارى المحرف ، والذي فصله الفكر العلماني عن الدنيا وواقع الحياة ، وما يقي له من باقية غير حياة فردية ، أو كنسية .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (*) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ.
أما الإسلام فهو يشمل كل شيئ في حياة المسلمين.
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (*) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (*) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (*) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (*)